بعد أن سخر (صلاح الدين محسن) من الحجاب والنقاب، واجتهد (الشابندر) في أن عظام الصدر الأولى للمرأة ونحرها (وربما رقبتها) لم توجب نصوص القرآن تغطيتها، خرج علينا (شربل بعيني) بجواز ارتداء البكيني، بل والحض عليه لنصرة قضايانا، ورفع رؤوسنا عالياً...
بعد كل هذا خرج علينا (كامل النجار) وهو كاتب معروف بكتاباته التي تقتصر على انتقاد كل ما له علاقة بالإسلام والمسلمين خرج علينا النجار بمقالتين في هذا الخصوص، يرد في أولاهما: (شربل بعيني وعورة المرأة
العربية) على السيد شربل، وفي الثانية: (تعقيباً على ردود القراء: عورة المرأة العربية) على ردود قرائه.
وقد خالف النجار في المقالة الأولى ما ذهب إليه (بعيني) من اعتبار (مكان العفة) من جسد المرأة عورة، ورأى النجار أن جسد المرأة (بأكمله) لا يعتبر عورة!!!! وقد اعتمد في هذا الرأي على أدلة (قوية) وحجج (داحضة) وبراهين (منطقية)، نلخصها فيما يلي:
1- الدليل اللغوي:
بعد عرضه للمعنى اللغوي (المعجمي) لكلمة عورة، يقول النجار: (( يتضح من شرح كلمة العورة أنها لا تقتصر على العضو التناسلي، فكل ما يشين هو عورة...))، ثم يمضي قائلاً: (( وبما أن تعريف العورة هو كل خلل أو قبح بالشيء فإن الأعضاء التناسلية ليست بعورة إذ لا هي قبيحة ولا هي خلل بالجسم...)).
2- الدليل الشعري:
حيث يقول: ((فإذا كانت النهود عورةً لماذا ظل الشعراء العرب يتغزلون بها منذ أيام ما قبل الإسلام؟)).
3- الدليل الديني (الحاسم):
يقول النجار: ((وإذا أخذنا العري من ناحية دينية، نجد أن الله قد خلق آدم وحواء عاريين وكان بإمكانه أن يخلقهم وعليهم ثياب، ثم إن أطفالهم من بنات وصبيان، لا بد أنهم كانوا عرايا إلى أن اكتشف آدم وحواء كيف ينسجان الصوف أو يدبغان الجلود لصنع الملابس...)).
ويتابع: ((وكون آدم وحواء خصفا أوراق التين على سوأتهما لا يعني أن الأعضاء التناسلية عورة في ثقافة القرن الحادي والعشرين كما كانت وقت خلق آدم وحواء... وهي على كلّ قصة تاريخية أكثر منها حقيقة)).
4- أدلة التاريخ والواقع:
حيث يقول: ((وإذا أخذنا العري من ناحية التطور الطبيعي للإنسان نجد أن الناس في إفريقيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية، كانوا لوقت قريب عراة بالكامل... بل حتى القرن التاسع عشر كان الناس في كينيا، يسيرون عراة على شواطئ المحيط الهندي... وعندما احتل الإنكليز كينيا فرضوا على الناس ارتداء الملابس. ودارت الدائرة وأصبح السياح الإنكليز يتشمسون شبه عراة على البلاجات الكينية.
والفنان العظيم مايكل أنجلوا كان يرسم النساء والرجال عراة ونحت تمثاله المشهور "ديفيد" عرياناً وأظهر قضيبه... وفي أوربا نجد معاهد الرسم
تستعمل موديلات عراة ليرسمها الطلاب، ولا يستغرب الطلاب هذه الوسيلة من التعليم، ولا تثير فيهم أي شهوات. وهناك البلاجات المخصصة للعراة في كل الدول الغربية وحتى في جنوب أفريقيا)).
بعد هذه الأدلة المتنوعة التي أخذت من كل علم بطرف، وبعد هذه الحجج الداحضة، يصعب علينا أن نطلب من المسلمات أن يستروا أجسامهن، فهي ليست بعورة، والدليل القوي والشاهد الصحيح معنا، وهو مقالة النجار التي ستعتبر بعد أن يفتحها الله بوجه النجار أحد المراجع القيمة والمصادر العظيمة التي سيقوم عليها الفقه (النجاري)، والذي سيتعمده المسلمون (الجدد) الذين سيفضلون اتباع الإمام (النجاري) الإصلاحي، ويبتعدون عن مذاهب الأئمة الأربعة الذين لم تعد اجتهاداتهم صالحة لزماننا. (على فكرة يبدو أن اسم الفقه النجاري يمتلك إيقاعاً محبباً قريباً من الآذان، يشبه تلك الأسماء العظيمة التي يمتلئ بها تراثنا الفقهي).
أما أولئك (الجهلة الظلاميون) الذين سيرفضون اجتهاد النجار (جسد المرأة عورة وهي أغلى ما تملك)، فيوجه إليهم الكاتب الألمعي اقتراحاً (محرجاً) كي يعيدهم إلى الصواب (والحكمة)، حيث يقول لهم: ((فما دامت عورة المرأة العربية هي أغلى ما نملك، ألا يحق لنا الفخر بها وعرضها على الأمم المتقدمة التي تعرض علينا طائراتها وكمبيوتراتها وغيرها، ونحن لا نملك ما نجاريهم به، ألا يحق لنا أن نعرض مثلهم أغلى ما نملك؟))
وهكذا يضع النجار (الظلاميين) أمام خيارين، أحلاهما ليس مراً وإنما (ممتعاً)، فإما جسد المرأة كله ليس عورة فلتعرضه إذاً، وإما جسد المرأة عورة وهذا الجسد وهذه العورة أغلى ما نملك فلتعرضه أيضاً لكي نجاريَ الأمم المتقدمة (بإبداعاتنا المحلية).
ثم يبشّر النجار أنصار (تحرير المرأة من الثياب) بأن: ((كل محاولاتنا لتغطية المرأة ما هي إلا ذر للرماد في العيون))، ويضيف: ((ومنذ سقوط الخلافة العثمانية وحتى يوم القيامة ظل العرب وسوف يظلون متمسكين بأوهام الموروث، ومن هذه الأوهام وهم عفة المرأة العربية والحفاظ على عورتها)).
لماذا (تثير) هذه القضية كاتباً (عظيماً) كالنجار؟
على الرغم من أن النجار لم يردّ قبل هاتين المقالتين إلا على كاتبين في إيلاف، فإن خطورة الأمر وحساسيته و(غيرة) النجار وأخلاقه الحميدة، دفعته دفعاً واضطرته اضطراراً إلى الرد على (شربل بعيني) الذي رفض أن تُظهر المرأة مكان عفتها. وهكذا تدارك النجار الموقف، وأصلح الخرق
العظيم الذي أحدثه (بعيني) في العباءة الأخلاقية للمفكرين (الجدد).
وهكذا تضافرت جهود الكتّاب والمصلحين (الجدد)، من مفكرين وشعراء وعلماء، في سبيل تحرير المرأة... قطعةً قطعةً من ثيابها، كي تصبح عارية كالحقيقة والشمس... وهكذا تحقق لهم النصر المؤزر على الحشمة والعفة والحياء، وتم لهم الإجهاز على جميع الأصوات التي تنادي بأخلاق المرأة وشرفها وكرامتها...
**
سامي الأخرس
كاتب وباحث فلسطينيشربل بعيني وأنابدون ميعاد .. وبدون لقاء .. أو معرفة مسبقة وجدت احدى كتاباتي منشورة بأحدى الصحف التي تحمل اسم ليلى ، وعند تصفح هذه المجلة أدركت أن رئيس تحريرها أخ مسيحي لبناني ، فتصفحت سطورها ، وقررت أن أواصل نشر كل كتاباتي علي صفحاتها ، حتي تم أختياري كأحد كتاباها الدائمين الذي أعتبره تشريفاً لي ولأي كاتب أن يكون بين هؤلاء الأخوة ... وأصارحكم القول إنها اقتحمت قلبي وتربعت به ، وتعتبر المجلة الأعز حبا من بين الصحف العديدة التي أنشر بها .
ولكن ... السؤال الذي يطرح نفسه لماذا أكتب هذا المقال الآن ؟ وما هي المناسبة ؟
منذ شهر رمضان الماضي وأنا استقبل على إيميلي العديد من الرسائل التي تتساءل عن سبب نشري بهذه المجلة ، وتستفسر عن الاصرار في النشر في هذه الصحيفة ، والسر الذي يكمن خلف ذلك ، واشتدت الرسائل وتعددت في موضة التراشق بالخطابات والرسومات الدينية التي أطلت علينا في الآونة الأخيرة والتي تعتبر إحدي الحملات المنظمة التي يراد من خلالها النيل من التوحد الاجتماعي ، وتمزيق البناء الجسدي العربي الذي يتكون من مسلم ومسيحي ، حيث نعيش سويا في تلاحم وتماسك في الوطن العربي وخارجه ، فلم تشهد البلدان العربية أو علاقتنا ببعض تمايزأً ما بين ابناء الشعب الواحد ، ولم تغزُنا النعرات المذهبية الدينية ، فتوحدنا ولم نعد نتساءل هل أنت مسيحي أم مسلم ؟ وهذا ما جسد عمليا في لبنان وفلسطين ومصر وباقي الدول العربية .
أما أصحاب هذه الأقلام المسمومة والأدمغة المستنسخة التي تحاول النيل من وحدتنا الاجتماعية ، فهي وليدة استعمار وعولمة تبث سمومها الخبيثة لتستكمل هذه المؤامرة ضد كل ما هو عربي ...لنراجع تاريخنا وندرس تراثنا ونتعلم من ... فمعركة البناء والمقاومة ، والتحدي التي خاضتها شعوبنا العربية ميزها التلاحم والمشاركة الوطنية التي اذابت المعتقدات ، فها هو مسيحي لبنان يقاتل وبجواره مسلم ، وها هو مسيحي فلسطيني يستشهد دفاعا عن أخيه المسلم ، وها هو القبطي المصري يشارك المسلم، وكم قائد مسيحي ولد من رحم المصير الواحد ، فهم أهل أرض ونحن أهل أرض ودماؤنا تسير بعروق عربية اصيلة ، أمة واحدة وشعب واحد وحدنا الدم والألم والمعاناة ، أما هؤلاء فهم دخلاء علينا ، يحاولون هدم هذا التلاحم، وتمزيق هذه المنظومة القومية بخبثهم ودسائسهم اللعينة .
أما السر الذي ابوح به بدون مجاملات وهو مدى حبي واحترامي لشخص شربل بعيني ، والذي لم أبح به سوى عبر هذه السطور ، فهو ينبع من رجولة تمثلت بكلمات قليلة لكنها أعظم من العظيمة سكنت بقلبي حبا واحتراما لهذا الاخ الحبيب .... فعندما هوجمت غزة وحوصرت من العدو الصهيوني ، وبعد الحصار وأنا أتفقد أيميلي وإذ بي أتفاجأ برساله دافئة ملأت قلبي احتراما وتقديرا ، كانت الرسالة الوحيدة التي وصلتني من رئيس تحرير صحيفة أكتب بها ، بالرغم من أنني أنشر بأكثر من مائة صحيفة ... رسالة تحمل بطياتها اصالة وخيرأً وحباً، تطمئن علي أحوالي وأخباري في ظل الهجمة العدوانية ، وموقعة بإسم، حقيقة لم أتوقع أن يكون هو بأي حال من الأحوال، موقعة باسم شاربل بعيني ... فمتى إذن نعرف الرجال ؟
الرجال ... الرجال هم من يكونون معك بقلوبهم ووجدانهم في الأزمات والحزن والضيق ... بلحظات يبرق بها المعدن الأصيل عن قيمته الحقيقية .. وليس كل ما يلمع ذهبا .....
أأدركتم أيها المتساءلون لماذا أحترم واقدر وأحب هذا الرجل ... الأخ شربل بعيني ..... ولماذا أعتبر مجلة ليلى البيت الدافئ ... ولماذا تسكن القلب ولا تبرحه .
أما شربل بعيني فهو لا يحتاج مني الكتابة عنه ، لسبب بسيط جدا إنه إبن بلاد الأرز والخير لبنان الحب ... ممن امتزجت دماؤهم حبا للأرض ... وجبل إنتماؤهم بقوميتهم العربية .... فلك السلام ... ولك الاحترام والتقدير اينما كنت ... شربل بعيني .... ولليلى الصحيفة الحب والوفاء ... والتقدير والاعتزاز لمن تحمل إسمها مجلتي العزيزة ليلى .....
**
بعد كل هذا خرج علينا (كامل النجار) وهو كاتب معروف بكتاباته التي تقتصر على انتقاد كل ما له علاقة بالإسلام والمسلمين خرج علينا النجار بمقالتين في هذا الخصوص، يرد في أولاهما: (شربل بعيني وعورة المرأة
العربية) على السيد شربل، وفي الثانية: (تعقيباً على ردود القراء: عورة المرأة العربية) على ردود قرائه.
وقد خالف النجار في المقالة الأولى ما ذهب إليه (بعيني) من اعتبار (مكان العفة) من جسد المرأة عورة، ورأى النجار أن جسد المرأة (بأكمله) لا يعتبر عورة!!!! وقد اعتمد في هذا الرأي على أدلة (قوية) وحجج (داحضة) وبراهين (منطقية)، نلخصها فيما يلي:
1- الدليل اللغوي:
بعد عرضه للمعنى اللغوي (المعجمي) لكلمة عورة، يقول النجار: (( يتضح من شرح كلمة العورة أنها لا تقتصر على العضو التناسلي، فكل ما يشين هو عورة...))، ثم يمضي قائلاً: (( وبما أن تعريف العورة هو كل خلل أو قبح بالشيء فإن الأعضاء التناسلية ليست بعورة إذ لا هي قبيحة ولا هي خلل بالجسم...)).
2- الدليل الشعري:
حيث يقول: ((فإذا كانت النهود عورةً لماذا ظل الشعراء العرب يتغزلون بها منذ أيام ما قبل الإسلام؟)).
3- الدليل الديني (الحاسم):
يقول النجار: ((وإذا أخذنا العري من ناحية دينية، نجد أن الله قد خلق آدم وحواء عاريين وكان بإمكانه أن يخلقهم وعليهم ثياب، ثم إن أطفالهم من بنات وصبيان، لا بد أنهم كانوا عرايا إلى أن اكتشف آدم وحواء كيف ينسجان الصوف أو يدبغان الجلود لصنع الملابس...)).
ويتابع: ((وكون آدم وحواء خصفا أوراق التين على سوأتهما لا يعني أن الأعضاء التناسلية عورة في ثقافة القرن الحادي والعشرين كما كانت وقت خلق آدم وحواء... وهي على كلّ قصة تاريخية أكثر منها حقيقة)).
4- أدلة التاريخ والواقع:
حيث يقول: ((وإذا أخذنا العري من ناحية التطور الطبيعي للإنسان نجد أن الناس في إفريقيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية، كانوا لوقت قريب عراة بالكامل... بل حتى القرن التاسع عشر كان الناس في كينيا، يسيرون عراة على شواطئ المحيط الهندي... وعندما احتل الإنكليز كينيا فرضوا على الناس ارتداء الملابس. ودارت الدائرة وأصبح السياح الإنكليز يتشمسون شبه عراة على البلاجات الكينية.
والفنان العظيم مايكل أنجلوا كان يرسم النساء والرجال عراة ونحت تمثاله المشهور "ديفيد" عرياناً وأظهر قضيبه... وفي أوربا نجد معاهد الرسم
تستعمل موديلات عراة ليرسمها الطلاب، ولا يستغرب الطلاب هذه الوسيلة من التعليم، ولا تثير فيهم أي شهوات. وهناك البلاجات المخصصة للعراة في كل الدول الغربية وحتى في جنوب أفريقيا)).
بعد هذه الأدلة المتنوعة التي أخذت من كل علم بطرف، وبعد هذه الحجج الداحضة، يصعب علينا أن نطلب من المسلمات أن يستروا أجسامهن، فهي ليست بعورة، والدليل القوي والشاهد الصحيح معنا، وهو مقالة النجار التي ستعتبر بعد أن يفتحها الله بوجه النجار أحد المراجع القيمة والمصادر العظيمة التي سيقوم عليها الفقه (النجاري)، والذي سيتعمده المسلمون (الجدد) الذين سيفضلون اتباع الإمام (النجاري) الإصلاحي، ويبتعدون عن مذاهب الأئمة الأربعة الذين لم تعد اجتهاداتهم صالحة لزماننا. (على فكرة يبدو أن اسم الفقه النجاري يمتلك إيقاعاً محبباً قريباً من الآذان، يشبه تلك الأسماء العظيمة التي يمتلئ بها تراثنا الفقهي).
أما أولئك (الجهلة الظلاميون) الذين سيرفضون اجتهاد النجار (جسد المرأة عورة وهي أغلى ما تملك)، فيوجه إليهم الكاتب الألمعي اقتراحاً (محرجاً) كي يعيدهم إلى الصواب (والحكمة)، حيث يقول لهم: ((فما دامت عورة المرأة العربية هي أغلى ما نملك، ألا يحق لنا الفخر بها وعرضها على الأمم المتقدمة التي تعرض علينا طائراتها وكمبيوتراتها وغيرها، ونحن لا نملك ما نجاريهم به، ألا يحق لنا أن نعرض مثلهم أغلى ما نملك؟))
وهكذا يضع النجار (الظلاميين) أمام خيارين، أحلاهما ليس مراً وإنما (ممتعاً)، فإما جسد المرأة كله ليس عورة فلتعرضه إذاً، وإما جسد المرأة عورة وهذا الجسد وهذه العورة أغلى ما نملك فلتعرضه أيضاً لكي نجاريَ الأمم المتقدمة (بإبداعاتنا المحلية).
ثم يبشّر النجار أنصار (تحرير المرأة من الثياب) بأن: ((كل محاولاتنا لتغطية المرأة ما هي إلا ذر للرماد في العيون))، ويضيف: ((ومنذ سقوط الخلافة العثمانية وحتى يوم القيامة ظل العرب وسوف يظلون متمسكين بأوهام الموروث، ومن هذه الأوهام وهم عفة المرأة العربية والحفاظ على عورتها)).
لماذا (تثير) هذه القضية كاتباً (عظيماً) كالنجار؟
على الرغم من أن النجار لم يردّ قبل هاتين المقالتين إلا على كاتبين في إيلاف، فإن خطورة الأمر وحساسيته و(غيرة) النجار وأخلاقه الحميدة، دفعته دفعاً واضطرته اضطراراً إلى الرد على (شربل بعيني) الذي رفض أن تُظهر المرأة مكان عفتها. وهكذا تدارك النجار الموقف، وأصلح الخرق
العظيم الذي أحدثه (بعيني) في العباءة الأخلاقية للمفكرين (الجدد).
وهكذا تضافرت جهود الكتّاب والمصلحين (الجدد)، من مفكرين وشعراء وعلماء، في سبيل تحرير المرأة... قطعةً قطعةً من ثيابها، كي تصبح عارية كالحقيقة والشمس... وهكذا تحقق لهم النصر المؤزر على الحشمة والعفة والحياء، وتم لهم الإجهاز على جميع الأصوات التي تنادي بأخلاق المرأة وشرفها وكرامتها...
**
سامي الأخرس
كاتب وباحث فلسطينيشربل بعيني وأنابدون ميعاد .. وبدون لقاء .. أو معرفة مسبقة وجدت احدى كتاباتي منشورة بأحدى الصحف التي تحمل اسم ليلى ، وعند تصفح هذه المجلة أدركت أن رئيس تحريرها أخ مسيحي لبناني ، فتصفحت سطورها ، وقررت أن أواصل نشر كل كتاباتي علي صفحاتها ، حتي تم أختياري كأحد كتاباها الدائمين الذي أعتبره تشريفاً لي ولأي كاتب أن يكون بين هؤلاء الأخوة ... وأصارحكم القول إنها اقتحمت قلبي وتربعت به ، وتعتبر المجلة الأعز حبا من بين الصحف العديدة التي أنشر بها .
ولكن ... السؤال الذي يطرح نفسه لماذا أكتب هذا المقال الآن ؟ وما هي المناسبة ؟
منذ شهر رمضان الماضي وأنا استقبل على إيميلي العديد من الرسائل التي تتساءل عن سبب نشري بهذه المجلة ، وتستفسر عن الاصرار في النشر في هذه الصحيفة ، والسر الذي يكمن خلف ذلك ، واشتدت الرسائل وتعددت في موضة التراشق بالخطابات والرسومات الدينية التي أطلت علينا في الآونة الأخيرة والتي تعتبر إحدي الحملات المنظمة التي يراد من خلالها النيل من التوحد الاجتماعي ، وتمزيق البناء الجسدي العربي الذي يتكون من مسلم ومسيحي ، حيث نعيش سويا في تلاحم وتماسك في الوطن العربي وخارجه ، فلم تشهد البلدان العربية أو علاقتنا ببعض تمايزأً ما بين ابناء الشعب الواحد ، ولم تغزُنا النعرات المذهبية الدينية ، فتوحدنا ولم نعد نتساءل هل أنت مسيحي أم مسلم ؟ وهذا ما جسد عمليا في لبنان وفلسطين ومصر وباقي الدول العربية .
أما أصحاب هذه الأقلام المسمومة والأدمغة المستنسخة التي تحاول النيل من وحدتنا الاجتماعية ، فهي وليدة استعمار وعولمة تبث سمومها الخبيثة لتستكمل هذه المؤامرة ضد كل ما هو عربي ...لنراجع تاريخنا وندرس تراثنا ونتعلم من ... فمعركة البناء والمقاومة ، والتحدي التي خاضتها شعوبنا العربية ميزها التلاحم والمشاركة الوطنية التي اذابت المعتقدات ، فها هو مسيحي لبنان يقاتل وبجواره مسلم ، وها هو مسيحي فلسطيني يستشهد دفاعا عن أخيه المسلم ، وها هو القبطي المصري يشارك المسلم، وكم قائد مسيحي ولد من رحم المصير الواحد ، فهم أهل أرض ونحن أهل أرض ودماؤنا تسير بعروق عربية اصيلة ، أمة واحدة وشعب واحد وحدنا الدم والألم والمعاناة ، أما هؤلاء فهم دخلاء علينا ، يحاولون هدم هذا التلاحم، وتمزيق هذه المنظومة القومية بخبثهم ودسائسهم اللعينة .
أما السر الذي ابوح به بدون مجاملات وهو مدى حبي واحترامي لشخص شربل بعيني ، والذي لم أبح به سوى عبر هذه السطور ، فهو ينبع من رجولة تمثلت بكلمات قليلة لكنها أعظم من العظيمة سكنت بقلبي حبا واحتراما لهذا الاخ الحبيب .... فعندما هوجمت غزة وحوصرت من العدو الصهيوني ، وبعد الحصار وأنا أتفقد أيميلي وإذ بي أتفاجأ برساله دافئة ملأت قلبي احتراما وتقديرا ، كانت الرسالة الوحيدة التي وصلتني من رئيس تحرير صحيفة أكتب بها ، بالرغم من أنني أنشر بأكثر من مائة صحيفة ... رسالة تحمل بطياتها اصالة وخيرأً وحباً، تطمئن علي أحوالي وأخباري في ظل الهجمة العدوانية ، وموقعة بإسم، حقيقة لم أتوقع أن يكون هو بأي حال من الأحوال، موقعة باسم شاربل بعيني ... فمتى إذن نعرف الرجال ؟
الرجال ... الرجال هم من يكونون معك بقلوبهم ووجدانهم في الأزمات والحزن والضيق ... بلحظات يبرق بها المعدن الأصيل عن قيمته الحقيقية .. وليس كل ما يلمع ذهبا .....
أأدركتم أيها المتساءلون لماذا أحترم واقدر وأحب هذا الرجل ... الأخ شربل بعيني ..... ولماذا أعتبر مجلة ليلى البيت الدافئ ... ولماذا تسكن القلب ولا تبرحه .
أما شربل بعيني فهو لا يحتاج مني الكتابة عنه ، لسبب بسيط جدا إنه إبن بلاد الأرز والخير لبنان الحب ... ممن امتزجت دماؤهم حبا للأرض ... وجبل إنتماؤهم بقوميتهم العربية .... فلك السلام ... ولك الاحترام والتقدير اينما كنت ... شربل بعيني .... ولليلى الصحيفة الحب والوفاء ... والتقدير والاعتزاز لمن تحمل إسمها مجلتي العزيزة ليلى .....
**